د.فاطمة الدربي تكتب | الاسلام يحث على" العمل الانساني "
الثلاثاء 20/أغسطس/2019 - 07:12 ص
الإسلام دين الانسانية يحثنا على العمل الإنساني للبشرية جمعاء، دون أن يقتصر عمل الخير عند المسلم على الأخوة في الإسلام، ليتعداها إلى الأخوة الإنسانية، والعمل الخيري أو الإنساني هو العمل الذي لا يعتمد على تحقيقِ أي مردودٍ مادي أو أرباح؛ بل يعتمد على تقديم مجموعةٍ من الخدمات الإنسانية للأفراد المُحتاجين لها. فالمسلم حين يتعامل مع غيره فهو يتعامل معه ظاهرًا، لكنه في حقيقته يتعامل مع الله تعالى يتوجه بقلبه وعقله إلى الله تعالى بهذا العمل، قاصدا الأجر والثواب من الله سبحانه وتعالى.
إن مفهوم العمل الخيري والإنساني يتعدى دائرة الإسلام إلى دائرة الإنسانية، ويتعدى دائرة الإنسانية ليشمل دائرة الحيوان والجماد والنبات، فالعمل الإنساني قد يكون واجبا مفروضا، وقد يكون مستحبا أو مباحا، وليس في دين الله تعالى ما يحرم عمل الخير لغير المسلم بل تتسع دائرة العمل الإنساني لتشمل المسلم وغير المسلم معه أيضا.
إن العمل الإنساني هو من المقاصد الكبرى التي خلق من أجلها الإنسان وخلق ليعمر الأرض لا ليهدمها وهذا أمر يدركه البعض ويغيب عن الكثيرين لذلك أولاه الإسلام أهمية كبرى فجعل أي عمل يتقرب فيه الإنسان إلى الله نوعا من العبادة وأي عمل يتقرب فيه الإنسان إلى الله وفيه خدمة ومنفعة للإنسانية هو من أعلى وأرقى العبادات فلذلك نجد نصوصا كثيرة في السنة النبوية تكافئ على قليل من العمل لكن مقابل هذا العمل محتوى إنساني كبير، فرجل يدخل الجنة لأنه أزال سعفة على الطريق وامرأة تسقي كلبا تدخل الجنة لأنها كانت تمثل قمة الانسانية، فالعمل الإنساني له أبواب واسعة تساعد الإنسان على أن يترقى في منازل الجنة .
العمل الإنساني إخاءٌ، وتراحم، ومحبة، ووفاء، وطاعة، واستزادة لفضل الرحمن الذي لا يضيع أجر من أحسن عملا، {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ}، وإقراض الله هو الإحسان لعباده الفقراء، الذين مسَّتهم البأساء والضراء ، ونحوهم من ذوي الحاجات، الإحسان إلى هؤلاء بمساعدتهم .
فاليوم العالمي للعمل الإنساني World Humanitarian Day))، هو يوم مخصص للاعتراف بمجهودات العاملين في المجال الإنساني وأولئك الذين فقدوا حياتهم بسبب المساعدات الإنسانية.
ينظم المجتمع الانساني كل عام ويُحتفل باليوم العالمي للعمل الإنساني في 19 أغسطس للإشادة بعمال الإغاثة، الذين يجازفون بأنفسهم في مجال الخدمات الإنسانية ،كما يراد من هذا اليوم كذلك حشد الدعم للمتضررين من الأزمات في جميع أنحاء العالم والدعوة إلى سلامة العاملين في مجال المساعدة الإنسانية وأمنهم، وبقاء المتضررين من الأزمات ورفاههم.